سيرة الخطاط حين الاطلاع عليها تكتنز الكثير من العلامات الفارقة المهمة، التي كانت الأساس في تكوين مخزونه المعرفي والثقافي والفني في رسم الخط العثماني.
الخطاط الذي خط بيمينه أكثر من 12 نسخة من القرآن الكريم بمختلف الروايات.
#مولده_ونشأته :
ولد عثمان طه في ريف مدينة حلب عام 1352 هـ الموافق 1934م. والده هو الشيخ عبده حسين طه إمام وخطيب مسجد وشيخ كتاب البلدة، أخذ مبادئ الخط من والده الذي كان يجيد خط الرقعة.
#علمه
درس المرحلة الابتدائية والأعدادية والثانوية في مدينة حلب في الكلية الشرعية الخَسرَوِّية، وتتلمذ في هذه الفترة على مشايخ الخط في مدينة حلب، منهم: محمد علي المولوي، محمد الخطيب، حسين حسني التركي، وعبد الجواد الخطاط، وأخيراً إبراهيم الرفاعي خطاط مدينة حلب.
درس المرحلة الجامعية في مدينة دمشق، وحصل على درجة الليسانس في الشريعة الإسلامية من جامعة دمشق عام 1383 هـ الموافق 1964م، وعلى الدبلوم العامة من كلية التربية من جامعة دمشق عام 1384 هـ الموافق 1965م .
#دراسة_الخط_ونبوغه:
في دمشق تعرَّف على محمد بدوي الديراني خطاط بلاد الشام، وأخذ منه الكثير في الخط الفارسي، وخط الثلث من عام 1379 هـ الموافق 1960م وحتى عام 1967م. كان يجتمع مع خطاط العراق هاشم محمد البغدادي حين يزور دمشق، ويأخذ منه تمرينات وتعليقات كثيرة حول خط الثلث والنسخ. حصل على إجازة في حسن الخط من شيخ الخطاطين في العالم الإسلامي حامد الآمدي عام 1392 هـ الموافق 1973م. عُيِّن عضواً في هيئة التحكيم الدولية لمسابقة الخط العربي التي تجري في إسطنبول كل ثلاث سنوات منذ عام 1408 هـ الموافق 1988م. درس الرسم وعلم الزخرفة علي يد سامي برهان، نعيم إسماعيل.
#كتابة_المصاحف :
كتب عثمان طه المصحف الشريف أكثر من ثلاثة عشر مرة، وكلها بالرسم العثماني، طُبِعَ أكثرها وانتشرت في العالم الإسلامي. وقد درس خط النسخ دراسة علمية أكاديمية، وأجاد النوع الكلاسيكي منه، ثم عزف عنه إلى أسلوب متميز في كتابة المصاحف، ومن ذلك:
تخلَّص من كثير من التركيبات الخطية التي كانت تعيق الضبط الصحيح.
تخلَّص من أشكال بعض الأحرف من خط النسخ، تفادياً لالتباسها بحروفٍ أخرى مشابهة لها، مثل: الهاء المشقوقة، والميم المطموسة بأنواعها، والراء المعكوفة، وغير ذلك...
اعتمد على أسلوب تبسيط الكلمة، وهو الأصل في الخط الكوفي الذي كتب به القرآن أول مرة أيام الصحابة، أي الحرف إلى جانب الحرف، لكي تأتي الحركات فوق الأحرف التابعة لها بدقة، كما يُلاحظ ذلك في مصاحف مجمع الملك فهد.
اكتسب خبرة في توزيع الكلمات في السطر الواحد بحيث ينتهي السطر كما بدأ دون تزاحم للكلمات في النهاية، كما في كثير من المصاحف المخطوطة، وذلك من أجل أن تظهر الصفحة متناسقة متألقة من حيث حسنُ الترتيب والتنسيق.
اكتسب خبرةً وعلماً من علماء القراءات أعضاء اللجان العلمية لمراجعة المصاحف المخطوطة واستفاد من آرائهم في هذا المجال.
#كتابة_مصحف_المدينة :
كتب عثمان طه أول مصحف في عام 1970م لوزارة الأوقاف السورية. في عام 1988م جاء للمملكة العربية السعودية وعين خطاطاً في مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف في المدينة المنورة وكاتباً لمصاحف المدينة النبوية، منذ عام 1408 هـ الموافق 1988م، يمتاز المصحف الذي استخدم خطه بأن كل الصفحات تنتهي مع نهاية إحدى الآيات. كتب الخطاط عثمان طه بخط يده لمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف أربعة مصاحف، وطبع منها ما يزيد على 200 مليون نسخة، و وُزعت على مختلف دول العالم .
أشعل مواقع التواصل
أحدث ظهور للشيخ عثمان طه أثار مشاعر تعاطف واسعة على مواقع التواصل، حيث فاجأ عبد الرحمن المطيري، وهو أحد نجوم مواقع التواصل الاجتماعي في السعودية، متابعيه بإطلالة مع خطاط المصحف الكريم.
ورغم اقتراب عمر الشيخ عثمان طه من العقود التسعة وكبر سنّه فإن كلامه بدا مفهوماً، وهو ما لقي ردود فعل إيجابية على مواقع التواصل، والتعليقات التي تمنت له وافر الصحة وطول العمر.
وتحدث الخطاط الشهير خلال اللقاء عن بعض الحوادث التي عايشها طوال عقود من العمل في كتابة القرآن الكريم.
وقال إنه عندما فوجئ بأن القلم الذي اعتاد استخدامه في تخطيط القرآن الكريم لم يعد يكتب دون وجود مانع لذلك، ليتذكر حينها أنه ليس على وضوء، فذهب وتوضأ وبعدها استجاب القلم معه، على حد قوله.
كما تحدث الشيخ عن موقف شهير اعتاد ذكره على الدوام، وهو أنه "عندما يمر على آيات النعيم في القرآن الكريم كان يشعر بالسعادة، وعندما يمر بالآيات القرآنية التي تتحدث عن الجحيم كانت يداه ترتجفان، وجسده ينقبض، لذلك كان يبادر إلى كتابتها بسرعة".
تعليقات
إرسال تعليق