القائمة الرئيسية

الصفحات

الماموث.. أقدم حمض نووي..

كشفت دراسة حديثة نشرت في مجلة "نيتشر" عن أقدم حمض نووي تمت سَلسَلته في العالم. استخرج العلماء أقدم حمض نووي "دي.إن.آيه" على الإطلاق من اضراس حيوانات الماموث التي كانت تجوب شمال شرق سيبيريا قبل نحو 1.2 مليون سنة، وذلك في إطار بحث يوسع الآفاق لفهم الأنواع المنقرضة. 

وقال الباحثون، انهم استخلصوا الحمض النووي من رفات 3 من حيوانات الماموث التي تنتمي لفصيلة الأفيال وكانت من الثدييات الضخمة، التي هيمنت على الطبيعة في العصر الجليدي.

وكانت الرفات مدفونة تحت طبقة من الجليد مما ساهم في حفظ المادة الوراثية القديمة. 

وقال أستاذ علم الوراثة التطوري في مركز علم الوراثة الأثري في السويد وقائد البحث الذي نشرته دورية نيتشر، لوف دالين: "يُعد هذا الاكتشاف إلى حد بعيد أقدم (دي.إن.آيه) يجري استخراجه". 

وقبل ذلك، كان أقدم "دي.إن.أيه" مستخرجا من حصان كان يعيش في منطقة يوكون الكندية قبل حوالى 700 ألف سنة، وكان أول ظهور للنوع البشري، المعروف باسم هومو سابينس، قبل حوالى 300 ألف سنة. والـ"دي.إن.آيه" هي المادة التي تنسخ نفسها وتحمل المعلومات الوراثية للكائنات الحية وكأنها مخطط للحياة. ومعظم المعلومات عن كائنات ما قبل التاريخ تستند إلى دراسة أحفوريات الهيكل العظمي، التي لا تنبئ بالكثير عن الكائن خصوصاً في ما يتعلق بالعلاقات والخصال الوراثية. 

وقد يسلّط استخراج هذا الحمض النووي الضوء على بعض الأنواع المنقرضة، لكن بعضها الآخر لا يزال بعيد المنال كالديناصورات التي انقرضت قبل 66 مليون سنة.


 تعريف الحمص النووي/ الدي ان اي:

يمكن تعريف ال دي ان اي أو الحمض النووي (بالإنجليزية: DNA) بالمادة الوراثية للإنسان، ومعظم الكائنات الحيّة الأخرى، ويتموضع الحمض النووي ضمن نواة الخلية بشكلٍ رئيسيّ، ويتواجد أيضاً في الجزء المسؤول عن إنتاج الطاقة في الخلية والمعروف الميتوكندريون (بالإنجليزية: Mitochondria)، ويتكوّن الحمض النووي من وحدات بنائية أربعة تُسمّى القواعد، وهي الأدينين (بالإنجليزية: Adenine) والجوانين (بالإنجليزية: Guanine)، والسيتوسين (بالإنجليزية: Cytosine)، والثايمين (بالإنجليزية: Thymine)، ويحدد تسلسل هذه القواعد لدى الفرد الشيفرة الوراثية الخاصة به، بحيث تتحكم هذه الشيفرة في الصفات الوراثية لدى الإنسان، ويمتلك كل شخص صفات فريدة من المادة الوراثيّة، لذلك يمكن من خلال هذا التحليل الكشف عن العديد من المشاكل الصحيّة، وتحاليل كشف الهويّة، والقرابة.


المَامُوث (باللاتينية: Mammuthus) هو جنس من الثديات الفيلية من فصيلة الفيلة، وهو فيل ضخم منقرض كان يعيش في أوروبا الوسطى قبل مليون سنة، وقد عاصر الإنسان ما قبل التاريخ وفي سيبيريا بنوع خاص. وقد اكتشفت أول جثة كاملة لفيل الماموث عند مصب نهر لينا شمال سيبيريا وهي مدفونة تحت طبقة من الجليد الذي حفظها سليمة تماماً منذ آلاف السنين وذلك في عام 1798، وهو بأنياب معقوفة وشعر بري. وقد عاصر النمر السيفي الضخم.


خصائص الماموث:

الجلد: للماموث جلد سميك يصل سمكه إلى 2.5سم بلون بني مائل للأصفر، ويُغطي الجلد شعر بني داكن يصل طوله إلى نصف متر، وتحت الجلد السّميك أصلاََ توجد طبقة من الدّهون العازلة التي قد يصل سمكها إلى 8سم. 

الجمجمة: تميزّت جمجة الماموث بأنّها عالية، ولها شكل قبة. 

الأذنان: أذنا الماموث صغيرتا الحجم بالنسبة لفيل، وهو نوع من التّكيف للعيش في مناخ بارد، فكلما قلّت مساحة السّطح الخارجيّ كلما قل معدّل فقد الحرارة من الجسم. 

الظّهر: كان لحيوان الماموث كتلة من الدّهون على شكل سنام. 

الأسنان: بالإضافة إلى الأنياب الطّويلة امتلك الماموث أسناناََ مكونّة من طبقات من المينا.


أسباب انقراض الماموث:

تعرضّت فيلة الماموث لانقراض جماعي، وكان الماموث الصّوفي هو آخر الأنواع انقراضاََ، إذ انقرضت أحد أفراده في ألاسكا عام 6000ق.م.. 

لم يتمكن العلماء من تحديد سبب الانقراض بدقة، لذلك وضعوا عدة فرضيات لتفسير الظّاهرة، اقترح العلماء أنّ الماموث بدأ بالانقراض بسبب التّغيرات المناخيّة التي طرأت مع بداية انحسار العصر الجليدي قبل ما يقارب 12.000عاماََ؛ إذ بدأ المناخ يصبح أكثر رطوبة ودفئاََ، وارتفع مستوى البحر وأغرق المناطق السّاحليّة، وتحوّلت الغابات قليلة الكثافة والمراعي إلى غابات كثيفة، واختفت الموائل الطّبيعيّة للماموث مما أدى إلى انقراضه. 

الفرضيّة الثّانية تشير إلى أنّ الماموث انقرض نتيجة تعرّضه للصّيد الجائر من قِبل البشر للحصول على لحمه، وهناك من يفترض أنّ حيوانات الماموث أُصيبت بمرض معدِِ أدى إلى موتها بشكلِِ جماعيّ.



تعليقات