تعريف القراءة :
تتكون عملية القراءة من مجموعة كبيرة من المهارات التي يستخدمها القارئ أثناء تعامله مع النص مثل التعرف على الرموز المكتوبة والتقاط معاني المفردات والجمل وفهم التراكيب اللغوية المختلفة والتعرف على طريقة تنظيم النص واستخدام معلوماته العامة وغيرها.
أهمية القراءة:
تحفيز ذهني:
إنّ القراءة هي رياضة العقل، فبالقراءة نحافظ على قوة وصحة العقل كما نحافظ بالرياضة على قوة والجسم ولياقته، تساهم القراءة بتعزيز قدرة الدماغ وحمايته من أعراض الشيخوخة وأمراضها في المستقبل من ضعف في الذاكرة واختلالات في وظائف الدماغ.
تخفيف الضغط:
والتوتر تعتبر القراءة من النشاطات المسلية التي يستطيع أي فرد ممارستها، فهي من أفضل وسائل الترفيه، فالقراءة تمنح القارئ فرصة للخروج من ضغوطات الحياة اليومية والاندماج في عالم الكتب و الروايات وقصص، مما يمنح العقل والجسم الراحة التي يحتاجها.
الحصول على المزيد من النوم:
تعدّ القراءة قبل النوم من الأساليب المتّبعة لدى الكثيرين للحصول على نوم هادئ دون قلق، فالعديد من الناس يعانون من صعوبة النوم، لذا فإنّ القراءة لمدة عشر دقائق قبل النوم فقط تحت ضوء خافت تساعد على الشعور بالنعاس ورغبة النوم.
ثقافة:
تمنح قراءة الكتب فرصة تعليم وثقافة مجانية، بالاطلاع والمعرفة بالعديد من المواضيع التي يرغب الفرد بالتعرّف عليها، وهي فرصة للتعلم أقل تكلفة مقارنة بغيرها من الأساليب التقليدية الأخرى من حضور البرامج التعليمية والدروس والفصول الدراسية.
ذاكرة أفضل:
عند قراءة الكتب يحتاج الفرد لتذكّر العديد من الاشياء من أحداث وشخصيات وتواريخ وتفاصيل متنوّعة يحتاج لربطها معاً، فلهذا فإن القراءة تمنح العقل ذاكرة أفضل حيث أنها تُنشئ نقاط تشابك جديدة في الدماغ تساعد على استدعاء الذاكرة على المدى القصير واستقرار حالته المزاجية.
تحسين المفردات اللغوية:
كلما قرأ الفرد أكثر زاد محتواه المعرفي من الكلمات والمصطلحات التي يمكن أن يستفيد منها في حياته اليومية أو في العمل، مما يمنحه ثقة أكبر بنفسه وقدرة على التعبير والتحدث مع أمام الآخرين والذي يفتح له العديد من الفرص لتطوير نفسه مهنياً والحصول على ترقيات العمل، فسكون هو المفضل عن غيره لوعيه واطلاعه على العديد من الآداب والعلوم، واكتساب اللغات الأخرى.
برزت في الفترة الأخيرة ما يسمى بالقراءة السمعية، إليكم رأي إحدى الكاتبات:
هيفاء القحطاني
قبل بداية العام 2011م وضعت لنفسي خطة قرائية لا يمكنني مقاومتها أو الخروج عنها بأعذاري الواهية المعهودة بسبب الانشغال أو غيره. كانت الخطة قراءة ما إجماله 24 كتاباً، بحيث أنتهي من كتابين كل شهر. قارنت خطتي القرائية - المتفائلة جداً - بخطط أخرى يظهرها المتحمسون للكتب كل عام، البعض منهم حدد كتابا لكل أسبوع في السنة والبعض الآخر حدد كتابين لكل أسبوع.. وهكذا. وضعت التحدي لنفسي ونسيته تماماً نظرا لتغير معدل السرعة في القراءة وظهور قراءات إلزامية أكاديمية خلال الفترة الزمنية المحددة. في حزيران (يونيو) اكتشفت متعة قرائية جديدة اكتشفها الآلاف قبلي. المتعة الجديدة المقصودة هي الاستماع للكتب بدلا من قراءتها من الورق. لم أفكر في إحصاء الفوائد التي جنيتها من ذلك الاكتشاف مباشرة، على أي حال .. اكتشفتها مع مرور الوقت وتغير عاداتي القرائية بالتزامن مع الاستماع. كان التحدي - كما يظهر عداد الموقع الذي سجلته فيه - قد وصل إلى أقل من المنتصف تقريبا، أي أن العام سيشارف على الانتهاء ولم أنجز ذلك الوعد الذي أبرمته مع كتبي! ما إن بدأت باقتناء الكتب على هيئة تسجيلات صوتية مدمجة في هاتفي المتنقل حتى أصبحت أنتهي من كتاب إلى كتابين أسبوعياً. تلك الكتب التي تصلح لأن تكون طاولة شاي صغيرة يمكنكم الانتهاء منها خلال 11 ساعة - كمعدل -، أي بتقسيم المدة لساعتين يومياً تنهون كتابا من ستمائة صفحة خلال خمسة أيام مع ملاحظة أن هذه الحسابات ليست دقيقة مائة في المائة، لكنها تحليلاتي للكتب التي أنجزتها. بعد تجربتي القصيرة – المستمرة - بحثت في مصادر متعددة عن فائدة القراءة بالاستماع، وجدت الكثير من المواقع والمقالات التي تمتدح هذا الاختراع العجائبي في اختصار الوقت وتسهيل الاطلاع في كل وقت وكل مكان. الكتب السمعية أعادتني إلى تجربة القراءة الأولى في الصّغر، كانت بعض القصص تأتي مرفقة بشريط كاسيت صوتي تمكن الطفل من القراءة من الكتاب ومتابعة الراوي أو الاستماع للشريط بمعزل عن الورق. لهذه الوسيلة التعليمية الرائعة أثر ما زال يدرس حتى يومنا هذا على تحسين مهارات القراءة لدى المبتدئين ومنحهم الفرصة لتأمل شكل الكلمات وربطها بأصواتها. أعود مجددا لتجربة الكتب الصوتية وأتذكر الكتب الأكاديمية الضخمة سواء العلمية منها أو الأدبية التي يطالب الدارسون بإنهائها خلال فترة وجيزة، خاصة تلك التي كُتبت بلغة ثانوية تضيف المزيد من الصعوبة لسرعة قراءتها. فالحل الأسرع لهذه المعضلة هو الاتجاه إلى الكتب المسموعة، هكذا يتمكن الطالب من إنجاز أعماله الأخرى بينما يستمع للكتب ليغطي جزءا كبيرا منها إذا لم يتمكن من إنهائها. الكتب المسموعة كذلك تفتح للقارئ آفاقا جديدة، مجالات ومواضيع لم يتمكن من استكشافها بسبب ضيق الوقت أو صعوبة القراءة! أيضا في حالة الاستماع للكتاب بصوت المؤلف يقترب القارئ منه، حتى الوقفات ونبرة الصوت تعبّر عن المعاني الخفية التي أراد لها الوصول إلى قرائه. كمثال بسيط على المبادرات التي وجدت الفائدة في استخدام الكتب الصوتية كتقنية لدعم التعليم، في بريطانيا مؤسسة خيرية تطلق على نفسها ''التعلم الصوتي'' - ''Sound Learning'' توفر الكتب الصوتية بمختلف الأشكال للطلاب الذين يعانون من صعوبات في القراءة. وتدعو كلّ عام مزيدا من المتبرعين سواء للمشاركة بالمال أو بتسجيل وإيصال الكتب المختلفة للقراء ومساعدتهم على تجاوز حاجز الصعوبات. إلى جانب هذه الفوائد التي لا تحصى تظهر سلبيات - أو عوائق - أمام الاستفادة الكاملة من الكتب الصوتية من أهمها اللغة، إذ إننا نعاني من نقص وندرة الكتب الصوتية العربية. هذا النقص يأتي من عدة وجوه ليس من بينها افتقار دور النشر للقراء المؤهلين، بل ربما التكلفة المرتفعة أحيانا لإنتاج ملفات صوتية بجودة عالية أو غياب الاهتمام العام من القراء. من جهة أخرى، مشكلة صغيرة واجهتها خلال قراءتي الكتب الصوتية هي الاحتفاظ بالاقتباسات المهمة، فالكتب بنسختها الورقية يمكن التقاط الاقتباسات منها بسهولة إما بترك ملاحظة أو بنسخها كتابياً، أي في حالة الكتاب المسموع أنت بحاجة للتوقف وتسجيل الاقتباس أو العودة لتسجيله لاحقاً. مع وضع هذه المشكلات وغيرها موضع مقارنة مع الإيجابيات سنجد أنها مطبات صغيرة في طريق استمتاعنا بهذه التقنية الرائعة، ويجب ألا توقفنا.
أهمية الكتب السمعية:
تساعد الكتب المسموعة على تعلم الكثير من المهارات أهمها النطق الصحيح للكلمات.
قبل عشرين عامًا أو أكثر أطلقت أمازون أول مشغل صوتي محمول "Audible" المصمم خصيصًا للاستماع للكتب الصوتية، كان الجهاز يستطيع تشغيل نحو ساعتين فقط من الكتب المسموعة، أما اليوم يستطيع القراء سماع مئات الساعات من الكتب المسموعة على هواتفهم المحمولة أو أي جهاز ذكي آخر.
ظهر أول كتاب صوتي عام 1932 والمسجل في إستوديو المؤسسة الأمريكية للمكفوفين، حيث كانوا يسجلون الكتب الصوتية على أقراص الفونوغراف لمساعدة المكفوفين، بعدها بعام بدأت مكتبة الكونغرس بإنتاج الكتب الصوتية وكانت أول التسجيلات لمسرحيات شكسبير.
ظهرت بعد ذلك العديد من الشركات لمساعدة المكفوفين، ثم تطورت الصناعة وظهرت شرائط الكاسيت في الستينيات ثم الأقراص المضغوطة في الثمانينيات، والآن أصبح الناس يستمعون إلى الكتب والتسجيلات باستخدام مختلف الأجهزة والتطبيقات.
وباتت الكتب المسموعة أكثر انتشارًا في العصر الحديث عن الكتب الإلكترونية والكتب الورقية، ورغم أن الكتب المسموعة ليست مناسبة للجميع كما أن القراء التقليديين لا يعدونها كالقراءة، فقد ازداد عدد الكتب المسموعة بشكل كبير ومتسارع، كما انتشرت مهنة التعليق الصوتي لتغطية تلك المتطلبات.
أيهما أكثر تأثيرًا: المسموع أم المقروء؟
في عام 2016 أجرت بيث روغوسكي أستاذ التربية بجامعة بلومسبيرغ في بنسلفانيا دراسة للمقارنة بين الكتب الإلكترونية والكتب المسموعة، استمعت المجموعة الأولى لجزء من كتاب "Unbroken" عن الحرب العالمية الثانية، أما المجموعة الثانية فقد قرأت نفس الجزء من الكتاب باستخدام قارئ إلكتروني، بينما قامت المجموعة الثالثة بالاستماع والقراءة في الوقت نفسه.
ربما تصبح الكتب المسموعة أكثر صعوبة في الفهم عند الاستماع لنص صعب أو كتاب علمي.
بعد ذلك خضع الجميع لاختبار سريع لقياس مدى استيعابهم لهذا الجزء، وكانت النتيجة مفاجئة، فلم يكن هناك اختلاف بارز في فهم المادة بين المجموعات الثلاثة، ربما يرجع ذلك إلى استخدام القارئ الإلكتروني، فهناك بعض الأدلة التي تشير إلى أن القراءة الإلكترونية تحد من القدرة على التعلم والفهم مقارنة بالقراءة من كتاب مطبوع.
هناك الكثير من الاختلافات بين الكتب المسموعة والمقروءة وفقًا لعدة عوامل، لكن هناك اختلاف جوهري أساسي وهو أن القراءة شيء نفعله أما الاستماع فهو شيء يحدث لنا، القراءة تعد عملًا تفاعليًا، فالكلمات لن تقرأ نفسها ما لم تفعل ذلك بنفسك.
لكن في الكتاب الصوتي ستستمر الكلمات بمشاركتك أو من غيرها، قد تذهب أفكارك إلى مكان آخر أو تنشغل في أمر ما بينما يستمر الصوت في القراءة، لذا ربما تصبح الكتب المسموعة أكثر صعوبة في الفهم عند الاستماع لنص صعب أو كتاب علمي.
هل الكتب المسوعة مفيدة للأطفال؟
يرى الخبراء أن الكتب الصوتية لها دور في مساعدة الأطفال، فهي تساعدهم في عملية تحديد الكلمات من خلال القراءة النموذجية ومعرفة النطق الصحيح لها، كما تساهم في توسيع مفرداتهم وتحفيز القراء الجدد أو الأطفال الذين يعانون من صعوبات في القراءة وتشجيعهم على القراءة.
عندما يتعلم الأطفال القراءة لأول مرة فإن نطق الكلمات وسردها يساعدهم في الاحتفاظ بالمعلومة أكثر من مجرد محاولة قراءة الكلمة، لذا ربما يملك الكتاب الصوتي ميزة أكبر بالنسبة للأطفال الذين لا يستطيعون القراءة.
وجدت إحدى الدارسات الصغيرة للأطفال الذين يعانون من صعوبات التعلم أن الأطفال الذين استمعوا للنص مع قراءته مكتوبًا حققوا تقدمًا ملحوظًا في مهارات القراءة عن الأطفال الذين قرأوا النص فقط.
رغم مميزات الكتب المسموعة ربما يخشى الوالدان من تأثير الشاشات على الأطفال في السن الصغيرة، لكن الوضع مختلف حيث تتميز الكتب المسموعة عن القصص المصورة بأنها تمنح الطفل فرصة لتنمية خياله، حيث يبدأ في بناء صور في خياله لما يسمعه.
هل تفضلون الكتب المسموعة أم المقروءة؟
تعليقات
إرسال تعليق