القائمة الرئيسية

الصفحات

 من هو ادريس؟

إدريس (ع) هو ثالث نبي أرسل للبشرية بعد آدم، فهو أول بني آدم أعطي النبوة بعد (آدم) و(شيث) عليهما السلام، وقد أدرك من حياة آدم عليه السلام 308 سنوات لأن آدم عمّر طويلاً زهاء ألف سنة كما مر في قصته عليه السلام. 

وقد ذكر اسمه في القرآن الكريم، وصفه جلّ وعلا بالصبر والصلاح. 




ولادته:

وقد اختلف العلماء في مولده ونشأته، قال بعضهم إنه ولد في فلسطين وقال بعضهم إن "إدريس" ولد ببابل، وقال آخرون إنه ولد بمصر وقيل غير ذلك، وقد أخذ في أول عمره بعلم شيث بن آدم، وقد أدرك من حياة آدم 308 سنوات لأن آدم عمر طويلا زهاء ألف سنة. ولما كبر آتاه الله النبوة فنهى المفسدين من بني آدم عن مخالفتهم شريعة آدم وشيث فأطاعه نفر قليل، وخالفه جمع غفير، فنوى الرحيل عنهم وأمر من أطاعه منهم بذلك فثقل عليهم الرحيل عن أوطانهم فقالوا له، وأين نجد إذا رحلنا مثل بابل؟ فقال: الله رزقنا هاهنا وهو رازقنا غيره، فخرج وخرجوا حتى وصلوا إلى أرض مصر فرأوا النيل فوقف على النيل وسبح الله، وأقام إدريس ومن معه يدعو الناس إلى الله وإلى مكارم الأخلاق. 


سبب تسميته وأعماله:

سُميّ سيّدنا إدريس بهذا الاسم نسبة إلى كثرة دراسته ومدارسته للكتب السماويّة التي كانت تعلمه الملائكة عند اختياره نبيّاً من أنبياء الله تعالى، فكان أول من خط بالقلم وتعلم الكتابة وعلمها لقومه فكان هو أول من استخدم واخترع أدوات الكتابة، وهذا ما دلت عليه النّقوش المسمارية (إحدى الكتابات في الحضارة السّومرية)، وتعلم عليه السّلام الكثير من العلوم مثل علم النّجوم، وحركة الكواكب، وعلم الفلك، والحساب، وتعلم أيضاً اثنتين وسبعين لغة وهي عدد اللغات التي كان يتحدث بها النّاس في زمنه. كان إدريس عليه السلام أول من امتهن واكتشف الخياطة، فكان هو أول من خاط بالإبرة ودرز الثّياب، فالناس قديما يلبسون جلود الحيوانات، فكان عليه السلام هو من يصنع الملابس من الصوف بعد غزله ثم يخيطها بالإبرة، ثم يعلمها للناس، فبهذا كانت الخياطة مهنته الرّئيسية بعد مهنة النّبوة وإرشاد النّاس لطريق الحق. 

إلى جانب النّبوة والكتابة والخياطة كان إدريس عليه السلام هو أول من استخدم الخيول للهجرة بها، وبرع عليه السّلام أيضاً بالطّب والكيمياء وعلمهما لقومه، فلذلك يرجع سرّ الطّب في مصر إلى الملك الفرعوني الذي تعلّم من علم إدريس عليه السلام في ذلك العهد، حيث كان يلقب عليه السلام في مصر بهرمس الهرامسة (حكيم الحكماء). 

بفضل العلوم التي تعلمها يقال بأنّه هو أول من فكر ببناء الأهرامات في مصر بعد أن نبأه الله تعالى وأخبره بحدوث الطّوفان في عهد نوح عليه السلام، فلذلك كانت الأهرامات هي المكان الآمن الذي سيحمي علومه وتعاليمه وصناعاته وكتاباته من الغرق واندثارها في الطوفان، وكذلك قام بكتابة العلوم والحكم التي تعلمها حتى لا تندثر مع الزمن على تلك الجدران بيده. 


 من حِكَمِهِ قوله:

- «خير الدنيا حسرة، وشرها ندم».

- «السعيد من نظر إلى نفسه وشفاعته عند ربه أعماله الصالحة».

- «الصبر مع الإيمان يورث الظفر».


وفاته:

أختلف في موته، فعن ابن وهب، عن جرير بن حازم، عن الأعمش، عن شمر بن عطية، عن هلال بن يساف قال: سأل ابن عباس كعبا وأنا حاضر فقال له: ما قول الله لإدريس "وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا" ؟ فقال كعب: أما "إدريس" فإن الله أوحى إليه: أني أرفع لك كل يوم مثل جميع عمل بني آدم - لعله من أهل زمانه - فأحب أن يزداد عملا، فأتاه خليل له من الملائكة، فقال له: إن الله أوحى إلي كذا وكذا فكلم ملك الموت حتى أزداد عملا، فحمله بين جناحيه ثم صعد به إلى السماء، فلما كان في السماء الرابعة تلقاه ملك الموت منحدرا، فكلم ملك الموت في الذي كلمه فيه "إدريس"، فقال: وأين "إدريس؟ قال: هو ذا على ظهري، فقال ملك الموت: يا للعجب! بعثت وقيل لي اقبض روح "إدريس" في السماء الرابعة، فجعلت أقول: كيف أقبض روحه في السماء الرابعة وهو في الأرض؟! فقبض روحه هناك. فذلك قول الله عز وجل وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا. ورواه ابن أبي حاتم عند تفسيرها. وعنده فقال لذلك الملك سل لي ملك الموت كم بقي من عمري؟ فسأله وهو معه: كم بقي من عمره؟ فقال: لا أدري حتى انظر، فنظر فقال إنك لتسألني عن رجل ما بقي من عمره إلا طرفة عين، فنظر الملك إلى تحت جناحه إلى "إدريس" فإذا هو قد قبض وهو لا يشعر. وهذا من الإسرائيليات، وفي بعضه نكارة.


وقول ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله:  وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا.  قال: "إدريس" رفع ولم يمت كما رفع عيسى. إن أراد أنه لم يمت إلى الآن ففي هذا نظر، وإن أراد أنه رفع حيا إلى السماء ثم قبض هناك. فلا ينافي ما تقدم عن كعب الأحبار.


وقال العوفي عن ابن عباس في قوله: وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا: رفع إلى السماء السادسة فمات بها، وهكذا قال الضحاك. والحديث المتفق عليه من أنه في السماء الرابعة أصح، وهو قول مجاهد... وقال الحسن البصري في قوله تعالى وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا، قال: إلى الجنة، وقال قائلون رفع في حياة أبيه يرد بن مهلاييل. وقد زعم بعضهم أن "إدريس" لم يكن قبل نوح بل في زمان بني إسرائيل...


تعليقات