أكتب

 "بالكتابة جمع القرآن، وحفظت الألسن والآثار، ووكدت العهود، وأثبتتا لحقوق، وسيقت التواريخ، وبقيت الصكوك، وأمن الإنسان النسيان، وقيدت الشهادات، وأنزل الله في ذلك آية الدين وهي أطول آية في القرآن‏.‏"

لم تكن الكتابة يومًا حكرًا على أحد، ويمكن لكل من يحبّ الكتابة أن يصبح كاتبًا في مجال تخصّصه، فمجالات وأنواع الكتابة في اللغة العربية كثيرة وواسعة، ولا يحتاج الكاتب فيها إلا أن يخصص بعضًا من وقته يوميًا للكتابة، وأن يعتمد على المطالعة المستمرة والبحث الدقيق في المجالات التي يحبها، إن كانت أدبية أو علمية أو عملية، وأن يعتمد على حب ما يفعل لأن الكتابة واحدة من الرسالات السامية على وجه الأرض.

 الكتابة الوظيفية:

 إعلام القارئ عن موضوع ما بطريقة رسمية مثل: الكتابة الأكاديمية كالأبحاث والمراجع، والكتابة الإخبارية، وكتابة محتوى المواقع. وبسبب الطابع الرسمي، لا تترك الكتابة الوظيفية أثرًا عاطفيًا، ولا تملك جاذبية تدفع القارئ لمواصلة القراءة إلا بقدر المنفعة التي يبحث عنها. رغم ذلك، فهذا لا يعني أنها كتابة سهلة، فهي أحد الأشكال الاحترافية للكتابة التي تحكمها قواعد وأصول.

 الكتابة الإبداعية:

فهي أي كتابة تتخطى حدود الكتابة الوظيفية، يكون الغرض منها التعبير عن الأفكار والمشاعر والعواطف. يبدو من تعريف الكتابة الإبداعية أنه تعريف فضفاض يشمل مجموعة واسعة من فنون الكتابة، لكن السمة المشتركة التي تجمع بين هذه الفنون هي الجاذبية التي لا تدع مجالا للقارئ عندما يبدأ القراءة أن يتركها بسهولة

الهدف من الكتابة الإبداعية

تهدف الكتابة الإبداعية بشكل أساسي إلى إمتاع القارئ ومشاركة التجارب الإنسانية، كالحب والفقدان، حيث يسعى الكاتب الإبداعي من خلال أعماله إلى الوصول إلى الحقائق الإنسانية بطريقة أدبية. ويدخل في الكتابة الإبداعية الروايات والقصص، الأفلام والمسرحيات، الأغاني والخطابات التحفيزية وكلّ ما يأتي من مخيّلة الكاتب.

ما الذي تحتاجه لتصبح كاتبًا إبداعيًا:

يحتاج الكاتب الإبداعي سواءً كان روائيًا أو كاتب أغاني إلى: 

-أن يتمتّع بمخيّلة واسعة. 

-أن يكون قادرًا على فهم نفسية جمهوره الذي يتوجّه إليه بالكتابة. 

-أن يكون متمكّنًا من اللغة التي يكتب بها.

الكتابة الإبداعية ليست أمرًا تستطيع تعلّمه، بقدر ما هي عملية مرتبطة بشغف شخصي للأدب والتأليف.

 لكنك مع ذلك تحتاج إلى قاعدة واسعة من المفردات وأساليب الكتابة المختلفة حتى تتمكّن من جذب القرّاء.

محتوى الكتابات الإبداعية:

 غير محدّد بقواعد أو قوانين معيّنة، قد يكون مضمون الكتابة خياليًا أو مستوحى من الحقيقة. وفي حال كانت الكتابات الإبداعية منشورة على الإنترنت، فهي ليست مقيّدة باستراتيجيات تحسين محركات البحث ، وإنّما تنشر على مواقع توظّف هذه التقنيات لجلب المستخدمين المهتمين بهذا النوع من المقالات.

عوامل الكاتب النجاح:

التأمل، والقراءة، والمشاهدة، والتحليل ؛ فعليك أن تُفكر في الفائدة التي استخلصتها من الكتب التي تقرأها ، أو من الأشياء التي تتأملها ، أو من الأعمال التي تشاهدها ، وتجد الفِكَر التي يُمكنك تجديدها ، وتطويرها ، وإثراء مخزون عقلك بها ، ومن ثم تتمكن من ابتكار الجديد ، وترتيب الفِكَر بالشكل اللائق من وجهة نظرك ، ثم سردها بصورة مبهرة .

التدريب على الكتابة ، وذلك من خلال الكتابة بشكل يومي نص ارتجالي سواء كنت تقصد الارتجال أم لا ، وهذا من شأنه أن يُنتج نصًا رائعًا ، أو نصًا ضعيفًا ، وفي أي من الحالتين ستجد نقاطًا للضعف ، ونقاطًا للقوة ؛ فيُمكنك تطوير نقاط القوة ، وجبر نقاط الضعف ، وإنتاج نص جديد أفضل من النص السابق ، وهكذا إلى أن تصل إلى درجة الإتقان في الكتابة ، وتتمكن من ابتكار محتوى إبداعي خاص بك .

اختيار البيئة المناسبة للكتابة من أهم العوامل التي تدعم الإبداع، وتختلف البيئة المناسبة من شخص إلى آخر فيُمكن أن تكون البيئة المناسبة في الجو الهادئ ، ويُمكن أن تتضمن بعض الضجيج ، أو الموسيقى.